محمية المها العربي

هيئة البيئة بأبوظبي توقع على اتفاقية مع لإعادة توطين المها العربية بالأردن
30/04/2008 05:18:00


توطين المها العربية بمنطقة رم الطبيعية بالأردن
وقعت هيئة البيئة – أبو ظبي، باعتبارها رئيس اللجنة التنسيقية لصون المها العربية، على اتفاقية مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالمملكة الأردنية الهاشمية حول مشروع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي لإعادة توطين المها العربية بمنطقة رم الطبيعية بالمملكة الأردنية الهاشمية بعد مضي أكثر من سبعة عقود على انقراض المها العربية من البرية في الأردن.

ويأتي هذا المشروع كمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم وتشجيع برامج المحافظة على المها العربية في مناطق انتشاره الطبيعية للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في شبه الجزيرة العربية.

وسيتم التوقيع على الاتفاقية بمحمية وادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية حيث سيقوم بالتوقيع على الاتفاقية عن الهيئة ماجد المنصوري ، الأمين العام، وعن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة معالي المهندس حسني أبو غيدا رئيس مجلس مفوضي السلطة.

وأكد ماجد المنصوري على أهمية هذا المشروع في زيادة أعداد المها العربي الذي يعتبر من اكبر الثدييات الصحراوية الموجودة في المنطقة العربية وهو جزء مهم من التراث العربي عبر التاريخ حيث كان يتواجد بكثرة في الجزيرة العربية حتى بداية القرن العشرين حيث بدأ بعدها ينقرض من بيئته الطبيعة عام 1972 نتيجة للصيد الجائر أو تدهور ببيئته الطبيعية.

وأشار إلى أن أعداد المها والتي كانت تجوب الجزيرة العربية تناقصت بشكل كبير خلال السنوات الماضية ولولا القيام بحملة مكثفة في الآونة الأخيرة لجمع ما تبقى من هذه الحيوانات الجميلة لانقرضت تماما. وأضاف أنه بفضل هذه الجهود المبذولة والتي تلعب دولة الإمارات دور رئيسي فيها أصبحت القطعان التي أمكن تجميعها في مكان واحد بداية لحملة عالمية ناجحة لإكثار الحيوان وهو في الأسر حتى وصلت أعداد المها الآن إلى عدة آلاف تعيش في المحميات وحدائق الحيوان وفي مراكز البحوث الحيوانية في أماكن مختلفة من العالم.

وذكر أن الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربي في دولة الإمارات يعود إلى الاهتمام الشخصي والخاص للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهذا الحيوان حيث كان من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينات إلى أن المها العربي أصبح مهددا بالانقراض فأصدر توجيهاته بأسر ما يمكن منها حيث تم اسر 4 منها وأمر من اجل الحفاظ عليها بتأسيس أول حديقة حيوان في العين.

أسفرت جهود الإكثار عن نجاح منقطع النظير فازداد عددها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات الآن تمتلك اكبر عدد منه بعد أن كان هذا المخلوق الجميل معرضا للانقراض بسبب الصيد الجائر وزحف المشاريع الحضرية في الصحارى واقترابها من بيئته الطبيعية التي يعيش فيها. تقدر أعداد المها العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 4000 رأس موزعة ضمن برامج الإكثار وحدائق الحيوان والمجموعات الخاصة.

مشروع إطلاق المها العربية في إمارة أبوظبي:

أطلقت هيئة البيئة- أبوظبي ما يزيد عند 95 رأس من قطعان المها العربية ضمن نطاق انتشارها التاريخي في إمارة أبوظبي.

وتأتي عملية الإطلاق ضمن الخطة الخمسية (2007-2012م) التي أعدتها الهيئة لإعادة توطين المها العربية ضمن مناطق انتشارها الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك من خلال برامج إطلاق دورية ومنتظمة. وسيتم على مدى الأربع سنوات القادمة إطلاق ما يقارب 100 رأس من قطعان المها العربية سنويا خلال فصل الشتاء مع مراقبتها بشكل دائم من خلال أجهزة تتبع خاصة لمعرفة أماكن وجودها وحالتها ومدى تأقلمها مع حياتها الجديدة.

ويذكر أن دولة الإمارات ترأس اللجنة التنسيقية للمها العربي وتستضيف الأمانة العامة وصندوقها والتي جاءت تقديرا لجهود الدولة في مجال حماية البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية بشكل عام وفي مجال حماية المها العربي بشكل خاص حيث حاز المها العربي على نصيب وافر من جهود الحماية والتنمية المستدامة في دولة الإمارات لإكثار هذا النوع.

منطقة رم الطبيعية

تمتاز منطقة رم الطبيعة، التي تقع في الجزء الجنوبي من المملكة الأردنية الهاشمية حيث تبعد مسافة 300كم جنوب العاصمة عمان و 70 كم شمال شرق مدينة العقبة، بالتفاوت الكبير ما بين الارتفاعات الشاهقة الممثلة بالجبال العالية والانخفاضات المنحدرة من خلال الأودية. ومن اشهر هذه الوديان وادي رم الذي سميت المنطقة باسمه، ومن أهم الجبال جبل رم الذي يبلغ ارتفاعه 1754م فوق سطح البحر وهو ثاني أعلى قمة في المملكة الأردنية الهاشمية.

وكان قد تم الإعلان عن منطقة رم الطبيعية عام 1997 كمنطقة ذات أحكام خاصة بمساحة 720كم2، ويتمثل الهدف الاستراتيجي لإدارة منطقة رم الطبيعية بتطوير السياحة في منطقة وادي رم بطريقة مستدامة مع المحافظة على المصادر الطبيعية والثقافية المميزة للمنطقة وفي نفس الوقت تعزيز الدخل الاقتصادي للمجتمع المحلي وزيادة مشاركتهم في إدارة المنطقة. و من الجدير ذكره أن أعداد السياح إلى منطقة وادي رم الطبيعية تجاوزت المائة ألف (100,000) سائح من جنسيات عالمية مختلفة.

وتمتاز منطقة رم الطبيعية بتنوع حيوي كبير حيث تم تسجيل 183 نوع من النباتات و26 من الثدييات و 119من الطيور في منطقة رم الطبيعية خلال الدراسات الأولية التي قامت بها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومن أهدافها إعادة تأهيل الموائل الطبيعية للحيوانات المنقرضة من المنطقة ، ومن هذه الحيوانات التي انقرضت قبل 50 عام تقريبا المها العربي ( الوضيحي ) والذي كان يعيش في صحاري الأردن.