ان التربية الوطنية مفهوم - للاسف الشديد- ساء فهمه في بعض الأوساط الاجتماعية العربية حيث ينظر اليه على انه تملق ومحاباة للانظمة السياسية التي تحكم تلك البلاد في سبيل الحصول على المكاسب غير المشروعة من تلك الانظمة والتقرب اليها.
وإن حقيقة التربية الوطنية هو الامتداد للعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية السائدة في المجتمعات وكذلك ترسيخ المبادئ التي تحكم وتدير البلاد. وضمن هذا المفهوم العام للتربية الوطنية يجب على المعلمين اللذين يُدرسون مساق التربية الوطنيه تثقيف ابناء الوطن في كافة مراحل التعليم ابتداء من مرحلة الروضه وانتهاء بالمرحلة الجامعية.
ان تثقيف ابناء الوطن مسؤولية كبيرة جدا يتحملها جميع ابناء الوطن الواحد ابتداء من رب الاسره ثم المعلمين في كافة المراحل. ولكي يكون الفرد مثقفا يتطلب تعريف المثقف ضمن هذا المفهوم العام للتربية الوطنية.
والتعريف العام للمثقف "هو ذلك الانسان الذي يحترم القانون ولا يعتدي على حقوق الانسان الاخر". وان احترام القانون هو مطلب كبير جدا حيث ان كل شيء في الكون يخضع لقانون ويحكمه على ضوء المبادئ الاساسية لتكوين ذلك الشيء، فعلى سبيل المثال( العائلة، القرية، الحارة، الشارع، الديانة، المدرسة، الجامعة، الدائرة. وغيرها من الاشياء في المجتمع). عندما نقول شخص مثقف عائليا فهذا يعني: انه يحترم قانون العائلة ولايعتدي على حقوق الاخرين فيها. وعندما نقول مثقف في الجامعة يعني انه يحترم قانون الجامعة ولايعتدي على حقوق الاخرين فيها .
وكذلك عندما نقول على شخص انه مثقف في ديانته ان كان مسلما او مسيحيا يعني ان يحترم قانون الاسلام او المسيحية ولايعتدي على حقوق الانسان الاخر في المجتمع. هنالك امثلة عديدة تحدث في مجتمعاتنا لاتعكس ان الذين يقومون بها بأنهم مثقفون مثلا افراغ المكتات الموجودة في السيارة اثناء الوقوف في الاشارات الضوئية او رمي النفايات من السيارات في الطرق اثناء السواقة لان هؤلاء الاشخاص لايعرفون قانون الشارع.
الأحد أبريل 22, 2012 1:43 pm
